مرض السكر لدي الأطفال
 داء السكري لدي الأطفال
1. التعريف
داء السكري هو حالة مزمنة تتسم بارتفاع مستويات سكر (الجلوكوز) في الدم عن المعدل الطبيعي، وذلك إما بسبب نقص كلي في إفراز هرمون الأنسولين أو عدم كفاءة عمله، أو كليهما.
الجلوكوز هو مصدر الطاقة الرئيسي للجسم، والأنسولين هو الهرمون الذي تنتجه خلايا بيتا في البنكرياس للسماح للجلوكوز بالدخول إلى خلايا الجسم واستخدامه كطاقة.
2. الأنواع الأكثر شيوعًا عند الأطفال
النوع الأول: هو النوع الأكثر شيوعًا عند الأطفال والمراهقين.
هو مرض مناعي ذاتي حيث يقوم جهاز المناعة في الجسم بتدمير خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس.
يتطلب العلاج حقن الأنسولين مدى الحياة.
النوع الثاني: أصبح أكثر انتشارًا بين الأطفال، خاصة المرتبطين بزيادة الوزن والسمنة.
يحدث عندما يصبح الجسم مقاومًا للأنسولين)لا يستخدمه بكفاءة( وقد يكون مصحوبًا بنقص نسبي في إفراز الأنسولين.
3. الأسباب )النوع الأول(
- أسباب مناعية ذاتية: هجوم مناعي ذاتي يدمّر خلايا البنكرياس.
- عوامل وراثية: وجود تاريخ عائلي للمرض يزيد من خطر الإصابة.
- عوامل بيئية: يُعتقد أن بعض الفيروسات أو التعرض لمواد كيميائية قد تحفز الاستجابة المناعية الذاتية لدى الأشخاص المؤهبين وراثيًا.
4. العلامات والأعراض )الكلاسيكية(
- العطش الشديد: يشرب الطفل كميات كبيرة من السوائل.
- كثرة التبول: يتبول الطفل بكميات كبيرة وبشكل متكرر، وقد يحدث تبول لا إرادي ليلي.
- زيادة الجوع: الشعور المستمر بالجوع.
- فقدان الوزن غير المبرر: على الرغم من زيادة الشهية.
- التعب والإرهاق: الشعور المستمر بالخمول وعدم القدرة على ممارسة النشاطات المعتادة.
رؤية مشوشه.
- في الحالات المتقدمة )الحماض الكيتوني( رائحة الأسيتون في النفس، ألم في البطن، غثيان وقيء.
5. المضاعفات
المضاعفات الحادة Acute Complications 
- نقص سكر الدم: انخفاض السكر لأقل من المعدل الطبيعي )قد يسبب التعرق، الرعشة، الارتباك، وفي الحالات الشديدة فقدان الوعي(
- ارتفاع سكر الدم: ارتفاع السكر بشكل كبير.
- الحماض الكيتوني السكري: مضاعفة خطيرة تهدد الحياة ناتجة عن نقص شديد في الأنسولين وتراكم الكيتونات في الدم.
المضاعفات المزمنة: تحدث عادةً بعد سنوات من ضعف التحكم في السكر، وتشمل:
أمراض الكلى.
اعتلال الأعصاب 
اعتلال الشبكية وضعف البصر
أمراض القلب والأوعية الدموية.
6. النقاط المهمه للعلاج
- العلاج الأساسي للنوع الأول: حقن الأنسولين المتعددة يوميًا أو استخدام مضخة الأنسولين. لا يوجد علاج حاليًا يتضمن أقراص فموية للنوع الأول.
- مراقبة الجلوكوز: المراقبة المنتظمة لمستوى السكر في الدم، إما عن طريق وخز الإصبع أو باستخدام أجهزة المراقبة المستمرة للجلوكوز (CGM).
- التغذية: تخطيط الوجبات وحساب الكربوهيدرات لضبط جرعات الأنسولين.
- النشاط البدني: ممارسة الرياضة بانتظام للمساعدة في تحسين حساسية الجسم للأنسولين.
7. دور التمريض والتثقيف الصحي للأسرة
- التثقيف على الأنسولين والحقن:
تعليم الأم والطفل)حسب العمر( كيفية إعطاء حقن الأنسولين أو استخدام مضخة الأنسولين بشكل صحيح.
- تعليم كيفية تخزين الأنسولين والتخلص الآمن من الإبر والمحاقن.
- تعليم مراقبة السكر: التدريب على استخدام جهاز قياس السكر أو جهاز المراقبة المستمرة 
تثقيفهم حول الأهداف المناسبة لمستوى السكر قبل وبعد الوجبات وقبل النوم.
- التغذية الصحية
حساب الكربوهيدرات: هو الأساس. يجب على الأم والطفل معرفة كمية الكربوهيدرات في كل وجبة .
الأغذية الكاملة) Whole Foods( التشجيع على تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة، الخضروات، والفواكه، بدلاً من السكريات البسيطة والمشروبات السكرية.
 الدهون والبروتينات: يجب أن تكون بكميات معتدلة، مع التركيز على الدهون الصحية مثل الأفوكادو والمكسرات
تجنب الوجبات السريعة والسكر المضاف: لتقليل الارتفاعات السريعة والمفاجئة في سكر الدم.
وجبات منتظمة: الحفاظ على أوقات وجبات منتظمة قدر الإمكان لدعم خطة الأنسولين.
- التعامل مع الطوارئ:
شرح أعراض وكيفية علاج نقص سكر الدم )استخدام الجلوكوز السريع، ومتابعة القراءة)).
تعليم كيفية اختبار الكيتونات في البول أو الدم ومتى يجب الاتصال بالطبيب.
- الدعم النفسي للطفل والأم: تقبل التشخيص: مساعدة الأم والطفل على تقبل التشخيص كحالة مزمنة تتطلب إدارة يومية، وليس نهاية للحياة الطبيعية.
تجنب الإحساس بالذنب: التأكيد على أن السكري من النوع الأول ليس سببه خطأ الوالدين أو الطفل، وتخفيف أي مشاعر بالذنب أو اللوم.
الوصمة الاجتماعية والتعامل في المدرسة: العمل كحلقة وصل مع المدرسة لضمان حصول الطفل على الدعم اللازم (إعطاء الأنسولين، التعامل مع الوجبات).
تدريب الطفل على كيفية شرح مرضه لأقرانه ومعلميه لتقليل الوصم والضغط الاجتماعي.
- تعزيز الاستقلالية لدى الطفل:
تشجيع الطفل )حسب عمره( على المشاركة في الرعاية الذاتية مثل وخز الأصبع، إعطاء الحقن) لزيادة شعوره بالسيطرة والكفاءة الذاتية(
- مواجهة تحدي "سكر طول الحياة":
تقديم الدعم المستمر للتعامل مع الإحباط الناتج عن إدارة السكر على المدى الطويل.
التأكيد على أن الهدف هو الحياة الصحية النشطة وليس مجرد "ضبط الأرقام".
المساعدة في دمج إدارة السكري في الروتين المدرسي والاجتماعي دون عزل الطفل.
التحويل للمختصين: تحويل الأم أو الطفل إلى أخصائي نفسي أو مجموعة دعم عند ظهور علامات الاكتئاب، القلق، أو الضغط النفسي المرتبط بالمرض.
دليل الأم العملي لإدارة سكري الطفل
هذه إرشادات عملية لمساعدتكِ في تطبيق رعاية طفلك المصاب بالسكري في المنزل:
1. تطبيق حقن الأنسولين والتخزين بأمان 💉
قبل الحقن:
اغسلي يديكِ جيداً بالماء والصابون.
تأكدي من أن الأنسولين غير بارد جداً. اتركيه في درجة حرارة الغرفة لمدة 30 دقيقة إذا كان مخزناً في الثلاجة.
تأكدي من نوع الأنسولين )سريع أم طويل المفعول( ومن الجرعة الموصوفة في الخطة العلاجية.
أثناء الحقن:
استخدمي إبرة جديدة في كل حقنة لتجنب الألم وانسداد الإبرة.
حددي موقع الحقن (البطن، الفخذ، أعلى الذراع). قومي بتدوير المواقع باستمرار لتجنب تضرر الجلد (تجنبي الحقن في نفس المكان مرتين متتاليتين).
أدخلي الإبرة بزاوية 90 درجة (عادة) واضغطي على المكبس بالكامل، ثم انتظري 10 ثوانٍ قبل سحب الإبرة لضمان دخول كامل الجرعة.
التخزين والتخلص:
تخزني الأنسولين غير المستخدم في الثلاجة (لا يجوز تجميده).
الأنسولين قيد الاستخدام يمكن الاحتفاظ به في درجة حرارة الغرفة (مكانه يكون بعيداً عن الحرارة المباشرة والشمس) لمدة شهر واحد فقط، ثم يجب التخلص منه.
ضعي الإبر والمحاقن المستعملة في علبة بلاستيكية سميكة ومغلقة بإحكام (مثل علبة منظفات فارغة) قبل رميها في القمامة، لحماية أي شخص من الوخز.
2. المراقبة الدقيقة للسكر والكيتونات 🩸
وقت القياس:
قياس روتيني: قيسي السكر في الأوقات التي يحددها الطبيب )عادةً قبل كل وجبة، قبل النوم، وفي منتصف الليل إذا لزم الأمر(
قياس إضافي: قيسي السكر دائماً إذا ظهرت على الطفل أي من هذه العلامات: الشعور بالتعب، التعرق، الدوار، أو في أي وقت يشعر فيه بالمرض.
تقنية القياس:
اغسلي يدي الطفل جيداً بالماء الدافئ والصابون قبل الوخز )هذا يحفز تدفق الدم ويضمن دقة القراءة(
استخدمي جانب الإصبع للوخز بدلاً من طرفه لتجنب الألم.
سجلي القراءة فوراً في سجل خاص أو في تطبيق المراقبة.
متى تفحصي الكيتونات؟
يجب فحص الكيتونات في البول أو الدم عندما تكون قراءة السكر مرتفعة جداً )فوق 250-300 ملغ/دل( أو عندما يبدو الطفل مريضاً )قيء، غثيان، ألم بالبطن(
إذا كانت الكيتونات مرتفعة، اتصلي بالطبيب فوراً، وربما تكون هناك حاجة لجرعة إضافية من الأنسولين وشرب الكثير من الماء.
3. فهم أهداف السكر )ماذا يعني الرقم؟(
الهدف قبل الوجبات: القراءة الصحية لطفلكِ يجب أن تكون غالباً بين 80 إلى 130 ملغ/دل.
إذا كان أقل من 80: يعني هبوط سكر، يجب إعطاء الطفل علاج سريع 
إذا كان أعلى من 130: يحتاج الطفل إلى جرعة تصحيحية من الأنسولين وفقاً للخطة الموصوفة من الطبيب.
الهدف بعد الوجبات: القراءة الصحية بعد الأكل بساعتين يجب أن تكون أقل من 180 ملغ/دل.
4. خطة طوارئ هبوط السكر 
العلامات: قد تلاحظي على طفلكِ التعرق، الرعشة، الارتباك، الغضب، أو شحوب الوجه.
العلاج السريع )قاعدة 15-15(
أعطي الطفل 15 جراماً من الكربوهيدرات سريعة المفعول )مثل نصف كوب عصير، أو 4-5 حبات من سكاكر الجلوكوز، أو ملعقة كبيرة من العسل( تجنبي الشوكولاتة لأن الدهون تبطئ امتصاص السكر.
انتظري 15 دقيقة، ثم قيسي السكر مرة أخرى.
كرري الجرعة السريعة )15 جراماً( إذا لم يرتفع السكر فوق 70 ملغ/دل.
بمجرد استقرار السكر، أعطي الطفل وجبة خفيفة تحتوي على بروتين وكربوهيدرات ) مثل قطعة جبن مع بسكويت( لمنع عودة الهبوط.
🍽️ إرشادات التغذية العملية للأم والطفل المصاب بالسكري
1. الأساس المشترك: الوجبات المتوازنة
لا يوجد "منع مطلق" للأطعمة: الهدف ليس منع الطعام، بل إدارته. يجب أن تكون الوجبات صحية ومغذية لنمو الطفل، ولكن مع ضبط كمية الكربوهيدرات.
التوازن الغذائي: يجب أن تتضمن كل وجبة رئيسية:
كربوهيدرات )نشويات( مصدر الطاقة الرئيسي )خبز، أرز، مكرونة، بطاطس(
بروتينات: ضرورية للنمو )لحم، دجاج، سمك، بيض، بقوليات(
دهون صحية: )أفوكادو، مكسرات، زيت زيتون ( بكميات معتدلة.
ألياف )خضروات(: يجب تشجيع الطفل على تناول الكثير من الخضروات غير النشوية )مثل الخس، الخيار، البروكلي( لأنها لا ترفع السكر بشكل كبير.
2. إرشادات خاصة بالنوع الأول: عد الكربوهيدرات
المبدأ الأساسي: الأنسولين السريع يُعطى بناءً على كمية الكربوهيدرات التي سيتناولها الطفل.
ما هي الكربوهيدرات؟ هي الأطعمة التي تتحول إلى سكر في الدم. تشمل: الخبز، الأرز، المعكرونة، البطاطس، الفواكه، الحليب والزبادي، الحلويات، العصائر، والمشروبات الغازية.
دوركِ كأم في عد الكربوهيدرات:
احصلي على جداول وقوائم أو استخدمي تطبيقات لمعرفة كم جرام كربوهيدرات يوجد في الحصة الواحدة من الطعام  )مثال: شريحة خبز التوست تحتوي على حوالي 15 جرام كربوهيدرات(
الوزن والقياس: استخدمي ميزان طعام في البداية لقياس كميات الطعام بدقة، خاصة للأطعمة التي يكثر تناولها  )مثل الأرز أو المكرونة(
التطبيق: قبل كل وجبة، احسبي مجموع جرامات الكربوهيدرات. ثم طبقي "نسبة الأنسولين إلى الكربوهيدرات" التي حددها لكِ الطبيب لحساب جرعة الأنسولين الصحيحة.
الأغذية الحرة: الخضروات الورقية والسلطات  )بدون إضافات سكرية( لا تحتاج عادةً إلى حساب كربوهيدرات.
3. إرشادات خاصة بالنوع الثاني: التحكم في الوزن والمقاومة
المبدأ الأساسي: تقليل السعرات الحرارية والتركيز على الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض لتحسين حساسية الأنسولين.
دوركِ كأم في التحكم بنمط الحياة:
- تقليل الدهون والسعرات: قللي من تقديم الوجبات السريعة، المقليات، والوجبات الجاهزة. استخدمي طرق طهي صحية مثل الشوي أو السلق.
- الابتعاد عن السكر المضاف: امنعي تماماً المشروبات الغازية والعصائر المحلاة والمثلجات. هذه ترفع السكر بسرعة كبيرة وتزيد الوزن. استبدليها بالماء والحليب قليل الدسم.
- زيادة الألياف: شجعي الطفل على تناول كميات أكبر من الخضروات والبقوليات والحبوب الكاملة )مثل الشوفان( لأنها تساعد على الشبع وتبطئ امتصاص السكر.
- مشاركة الأسرة: يجب أن يتبع أفراد الأسرة بالكامل نظاماً غذائياً صحياً، فالطفل المصاب بالسكري من النوع الثاني يحتاج إلى بيئة داعمة لتغيير نمط حياته.
طريقة تحديد الحصص )كم يأكل؟(
يتم تحديد "كم يأكل" بوحدات تسمى "الحصص"، حيث تساوي الحصة الواحدة تقريباً 15 جراماً من الكربوهيدرات:
الخبز والنشويات:
الحصة الواحدة )15 جرام( تعادل شريحة واحدة من خبز التوست، أو نصف كوب من الأرز المطبوخ، 
⚠️ نصيحة تمريضية هامة:
الخطة فردية: يجب أن يتم وضع خطة غذائية مفصلة من قبل أخصائي تغذية سكري متخصص بالأطفال. هذا الأخصائي هو الوحيد القادر على تحديد الكميات الدقيقة )"كم يأكل"( بناءً على معادلات نمو طفلكِ ونسبة الأنسولين الخاصة به.
Comments
Post a Comment