دور الممرضة في تثقيف مرضى قصور الغدة الدرقية ( الجزء الثالث ) بالعربية

 



تلعب الممرضة دورًا مهمًا في التعامل مع قصور الغدة الدرقية، وتعزيز الصحة الجسدية والاجتماعية والنفسية للمريض. إنهم يقدمون الدعم ويساعدون في دمج رعاية قصور الغدة الدرقية في حياة المرضى. يجب أن تعطي خطط الرعاية التمريضية الأولوية لتثقيف المريض، بما في ذلك المرض والتغذية والأدوية وتعديل أنماط الحياة. ومن الأهمية مراعاة التغيرات العصبية لدى المرضى، مثل ضعف الذاكرة، والارتباك، وفقدان السمع، وانخفاض مدى الانتباه، وجدولة الجلسات في الأوقات المناسبة للتعلم. استخدام المعلومات المكتوبة يدعم التعليمات الشفهية.

فيما يتعلق بالتغذية، يتميز قصور الغدة الدرقية بعملية أيض أبطأ، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن وزيادة تناول السعرات الحرارية، مما يؤدي إلى اختلال التوازن الغذائي ومضاعفات صحية كبيرة مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول والسمنة. فيجب تثقيف المرضى حول أهمية استشارة اختصاصي التغذية حول متطلبات السعرات الحرارية والنظام الغذائي المتوازن. قم بتحليل كمية الطعام التي يتناولها المريض على مدار 24 ساعة لتقديم البيانات الأساسية لخطة غذائية شخصية وفقًا للاحتياجات الأيضية المتغيرة للمريض.
من الضروري إتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية وعالي البروتين ومنخفض الكوليسترول ومنخفض الدهون المشبعة. شجع المرضى على تناول وجبات صغيرة ومتكررة (6 وجبات) ومكملات غذائية. وهذا يضمن حصول المريض على إمدادات كافية من العناصر الغذائية مع انخفاض مستويات الطاقة. تثقيف المرضى حول ضرورة الحصول على ما يكفي من اليود للحفاظ على توازن هرمونات الغدة الدرقية مثل: الأعشاب البحرية، الأسماك، المحار، الألبان، والبيض. وتشمل المبادئ التوجيهية الغذائية الأخرى الحد من تناول الصويا والقهوة والكحول. حيث أن منتجات الكافيين يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التعب، خاصة إذا تم تناولها في فترة ما بعد الظهر لأنها تقطع النوم. الاستهلاك المفرط للكحول يضعف أيضًا جودة النوم.

يمكن أن يؤدي قصور الغدة الدرقية إلى تأخير التدفق اللمفاوي، مما يؤدي إلى احتباس السوائل. لتقليل التورم، قم بتقليل تناول الملح، ورفع الأطراف، واستخدام كمادة باردة لتخفيف التورم. علاوة على ذلك، ينبغي إعطاء أدوية الغدة الدرقية وفقًا للمبادئ التوجيهية الغذائية. حيث يجب تجنب الأطعمة التي تحتوي على الحديد أو الكالسيوم أو الألياف عند استخدام ليفوثيروكسين لأنها يمكن أن تقلل من امتصاص الدواء.

أما فيما يتعلق بالسوائل والألياف، فإن قصور الغدة الدرقية يؤخر عملية الهضم، مما يؤدي إلى الإمساك. لذلك تشجيع زيادة استهلاك السوائل ضروري ما لم يمنع ذلك. كما يشار إلى تناول كميات كبيرة من الألياف للحد من الإمساك وتشجيع حركات الأمعاء المنتظمة مثل الخضروات والفاكهة. المرضى الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية المعتدل إلى الشديد، وخاصة أولئك الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية المتقدم لدرجة كبيرة جداً، قد يكون لديهم مستويات منخفضة من الصوديوم (<135 مليمول / لتر). لذا، فكر في اعتماد قيود على تناول السوائل في حالات نقص صوديوم الدم الشديد.

عندما يتعلق الأمر بالتعب، فإن الإرهاق هو أحد الأعراض الشائعة لقصور الغدة الدرقية لأن معدل الأيض في الجسم يتباطأ، مما يؤدي إلى طاقة أقل. فيجب على الممرضات تقييم الأنشطة اليومية للمريض ومستويات الطاقة. حيث تعتبر هذه التقييمات مفيدة في جدولة الأنشطة في الأوقات التي يتمتع فيها المريض بأكبر قدر من الطاقة. أيضًا، تعزيز الراحة والنوم الكافي، وتوفير الطاقة خلال الأنشطة اليومية، وضبط العلاج ببدائل هرمون الغدة الدرقية حسب الحاجه. إن توفير بيئة مريحة واتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والتأمل واليوغا يمكن أن يساعد أيضًا في التعامل مع التعب.

فيما يتعلق بالعناية بالجلد، فمع تباطؤ عملية التمثيل الغذائي، يجف الجلد والشعر، ويصبحان رقيقين وهشين. التشجيع على استخدام مرطبات البشرة بعد الاستحمام وبلسم الشعر. انتبه لأي جروح أو اضطراب خدش الجلد، حيث قد يعيق الشفاء. تشجيع تناول كمية كافية من السوائل عن طريق الفم لأنه يمكن أن يفيد الجلد والشعر بينما يقلل أيضًا من خطر الجفاف ما لم يمنع ذلك. تجنب الاستحمام بالماء الساخن، لأن ذلك يمكن أن يهيج الجلد ويسبب المزيد من الجفاف. راجع طبيب الأمراض الجلدية حيث يمكن لطبيب الأمراض الجلدية تشخيص وعلاج اضطرابات الجلد الأكثر خطورة مثل تساقط الشعر والطفح الجلدي والأكزيما وفرط التصبغ.

فيما يتعلق بتنظيم درجة حرارة الجسم، في قصور الغدة الدرقية، ترتبط المشكلة بعدم تحمل البرد، لذلك يوصى بارتداء طبقة إضافية من الملابس أو البطانية. إن ارتداء طبقات من الملابس، ونقع اليدين والقدمين في الماء الدافئ، والحد من التعرض للبرد، كلها طرق للحفاظ على استقرار درجة حرارة الجسم. من المهم أيضًا تقييم درجة حرارة جسم المريض.

الاعتبارات المتعلقة بالأدوية، يجب تثقيف الأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية حول ضرورة الالتزام بالأدوية مدى الحياة، وأخذ الأدوية بطريقة صحيحة. لضمان أخذ الأدوية بطرية صحيحة ومنع الأرق، ينبغي إعطاء الأدوية أول شيء على معدة فارغة قبل ساعة من تناول الوجبة. في حالة نسيان الجرعة، يمكن للمريض تناولها في أقرب وقت ممكن. يمكن أن يؤدي تخطي الجرعات أو التوقف عن تناول الدواء فجأة إلى اضطراب مستويات الهرمونات، مما يؤدي إلى نتائج علاجية سيئة.

يوصى أيضًا بأن يتجنب المرضى التبديل بين الأسماء التجارية والبدائل لأن الجسم حساس لأدوية الغدة الدرقية. إذا كان التبديل مطلوبًا، فستكون هناك حاجة إلى اختبارات معملية إضافية لضمان الفعالية. علاوة على ذلك، فإن ليفوثيروكسين غير متوافق مع العديد من الأدوية الأخرى، لذلك يجب تناوله بمفرده. تعتبر عزلات الحمض الصفراوي (مثل سيفيلامير)، ومكملات الكالسيوم (بما في ذلك أسيتات الكالسيوم، والكربونات، والسيترات)، والألومنيوم، والمغنيسيوم، واللانثانوم، والسيميثيكون أمثلة على الأدوية التي ترتبط بالليفوثيروكسين وتقلل من توافره الحيوي. كما أن تناول الليفوثيروكسين مع مضادات التجلط يمكن أن يزيد من تأثيره. تتطلب بعض الأدوية، مثل مضادات الحموضة، من المرضى الانتظار لمدة 4 إلى 6 ساعات بين كل جرعة. ويجب تجنب المهدئات والمخدرات بسبب زيادة الحساسية لها. كما ثبت أيضا أن القهوة تتداخل مع امتصاص الثيروكسين.

خطوة حاسمة أخرى هي مناقشة المزايا المتوقعة وأي آثار سلبية لأدوية الغدة الدرقية. فيجب على المريض الإبلاغ عن أي آثار جانبية أو جرعات زائدة من أدوية الغدة الدرقية، وكذلك التعرف على علامات فرط نشاط الغدة الدرقية مثل الأرق، عدم انتظام دقات القلب، عدم تحمل الحرارة، ألم في الصدر / خفقان، رعاش، الحمى، التعرق الزائد، التغيرات في وزن الجسم، والقلق، والعصبية. لأن هذه قد تشير إلى أن أدويتهم بحاجة إلى التغيير. بالنسبة للإمساك، يمكن علاجه بالملينات. علاوة على ذلك، يعد الحصول على هوية طبية للعلاج الهرموني أمرًا بالغ الأهمية بسبب التفاعلات الدوائية المحتملة مع ليفوثيروكسين، ولاتخاذ قرارات رعاية مستنيرة.

فيما يتعلق بالتمارين الرياضية، نظرًا لأن قصور الغدة الدرقية يمكن أن يسبب مشاكل في العضلات والمفاصل، فإن نظام التمارين الرياضية المنتظم يمكن أن يساعد في تخفيف هذه الأعراض. لا يزال يوصى بممارسة التمارين الرياضية المعتدلة لتعزيز مستويات الطاقة طوال اليوم. يعد البدء ببطء بالمشي لمدة 5 إلى 15 دقيقة يوميًا بمثابة توصية بممارسة الرياضة. بالإضافة إلى العلاج، يجب على الممرضات البحث عن علاجات بديلة. ويشمل ممارسات مثل اليوغا والتأمل وتقنيات التنفس الأخرى. توفير فترات راحة أثناء ممارسة الرياضة أمرًا بالغ الأهمية.

فيما يختص بالمضاعفات، من المهم فحص العلامات الحيوية بشكل منتظم والبحث عن أعراض قصور الغدة الدرقية الشديد، مثل التعب الحاد والخمول والارتباك وانخفاض درجة حرارة الجسم وانخفاض معدل ضربات القلب وتثبيط الجهاز التنفسي. وراقب أيضًا ما يلي: تغيرات الصحة العقلية مثل الاكتئاب، والضعف الإدراكي، وضعف التركيز؛ مشاكل القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع نسبة الكولسترول وارتفاع ضغط الدم. تضمن هذه الاستراتيجية الكشف المبكر، ومنع الحوادث الخطيرة، وتحسين العلاج.

فيما يتعلق بالدعم النفسي، فمن الضروري أن تقدم الممرضات رعاية داعمة للتعامل مع أعراض قصور الغدة الدرقية. وتعد مشاركة الموارد التي يمكن الوصول إليها (مثل متخصصي الرعاية الصحية العقلية ومجموعات دعم قصور الغدة الدرقية) أمرًا حيويًا أيضًا.

فيما يتعلق بالمتابعة، اشرح أن التقييمات الطبية المستمرة ضرورية لمراقبة وظيفة الغدة الدرقية. حيث يوصى بالمراقبة المنتظمة للوزن ومستويات هرمون الغدة الدرقية والصحة العقلية. يجب فحص العلامات الحيوية مرتين أسبوعياً، ويجب إخطار الطبيب إذا تجاوز معدل النبض 100 نبضة في الدقيقة. وينبغي أيضا الحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم. كما يُنصح بالاتصال بمقدم الرعاية الصحية عند الضرورة.

المراجع:
Ackley and Ladwig’s Nursing Diagnosis Handbook: An Evidence-Based Guide to Planning Care.

All-in-One Nursing Care Planning Resource – E-Book: Medical-Surgical, Pediatric, Maternity, and
  Psychiatric-Mental Health. 

Belleza, M.(2024). Hypothyroidism. Retrieved from https://nurseslabs.com/hypothyroidism/

Curtis,, L.(2022). Hypothyroidism nursing diagnosis and care plans. Retrieved from

            https://www.verywellhealth.com/hypothyroidism-nursing-diagnosis-5509321

Martin, P.(2024).6 Hypothyroidism nursing care plans. Retrieved from
             https://nurseslabs.com/hypothyroidism-nursing-care-plans/

Nursing Care Plans – Nursing Diagnosis & Intervention (10th Edition)

Nursing Diagnosis Manual: Planning, Individualizing, and Documenting Client Care 

Pati, N., Rehman, A., Jialal, I., & Saathoff, AD.(2023).Hypothyroidism (nursing). Retieved from

            https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK568746

Salvad, K.(2022).Hypothyroidism: nursing diagnoses & care Plans. Retrieved from      

            https://www.nursetogether.com/hypothyroidism-nursing-diagnosis-care-plan/


Comments

  1. ربنا يبارك فيك ويزيدك من علمه

    ReplyDelete
  2. بالتوفيق دايما

    ReplyDelete
  3. بالتوفيق دوما د. مروة.. ما شاء الله معلومات قيمة ربنا يبارك في علمك وعملك

    ReplyDelete
  4. ماشاء الله ربنا ينفع بيكي

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

Nursing role in self-care practices for patients with diabetic retinopathy (4th part) بالانجليزية

دور الممرضة في رعاية وتثقيف مرضى فشل القلب أو قصور القلب أو هبوط القلب ( الجزء الثاني ) بالعربية

الدوالي (الجزء الأول ) باللغة العربية